في الرحلات الجوية وقبل تحرك الطائرة عادة نسمع صوت كابتن
الطائرة يرحب بالركاب فصوت الكابتن يطمئن البعض منا ويجعلنا نخمن عمره وسنوات
خبرته أحيانا.
لماذا نشعر بإهمية هذه التفاصيل الصغيرة .. لانه مسؤول عن
سلامة وصولنا .. لانه الشخص الذي يتحكم في الطائرة وهي بعيدة عن الارض في الجو
تسبح بين الغيوم .. ولذلك ومن باب الاعجاب والامتنان من قبل المسافرين الاوروبين
تجدهم عادة ما يحيون كابتن الطائرة بالتصفيق في حالات النزول المريحة للطائرة وفي
لحظة أصطدام عجلاتها بالارض متوقفة على سهولة قيامه بذلك.
لماذا نحن نثق في الطيارين .. لاننا نعلم بأنه لا يمكن أن
يصبح المرء طياراً الا بعد أنهائه كل
متطلبات الدارسة وتقديمه لساعات طيران معينة وإختبارات مخصصة وحصوله على رخصة
دولية معتمدة .
لماذا ؟؟ لانه مسؤول عن أرواح البشر الذين يركبون معه في
الطائرة ..و لانه مؤتمن على سلامة وصولهم.
والان دعوني أخبركم عن كابتن أخر مسؤول هو أيضا عن الركاب
مثله مثل كابتن الطائرة بل يعمل بشكل يومي حيث ينقل ركابه مرتين في اليوم .. عشر مرات في
الاسبوع ... اربعون مرة في الشهر
ركابه أطفال صغار .. يركبون معه كل صباح بعيونهم النعسة
يجلسون في كراسيهم .. وكل ما على هذا الكابتن فعله .. هو الحصول على رخصة سائق عادية تؤهله ليصبح مؤتمن على أرواح هؤلاء
الاطفال ومسؤول على سلامة وصولهم !!
والغريب أنه في معظم الحالات يكون هذا السائق جديد العهد
بالقيادة وفي حالات كثيرة أرعن غير مبالي!!
هل عرفتم من هو؟؟
نعم أنه الكابتن سائق الباص
سمعنا عن دراسات لوزارة التربية حول تأهيل الباصات المدرسية
والسائقين .. ولكنها لازالت قيد الدارسة .. كم نحتاج من الوقت ومن الضحايا أصلا
حتى تتحرك الجهات المعنية ...
أن ما حدث بالامس في حادث الوطية وما يحدث منذ
اعوام
من حوادث بشعة للأطفال في الحافلات المدرسية نحن جميعاً مسؤولون عنها.. نعم كلنا : أولياء
الامور والمدارس والوزارات والشرطة وسائقي الباصات ... كلنا شركاء في هذه المجازر
..
ماذا فعلنا!!
بكينا عليهم ليومين... وبعضنا سيكتب عن الموضوع أو أن
يغرد عنه في توتير وننعي الاطفال ونلعن الاهمال والاخطاء .. ثم ماذا ؟! ثم نلتقي
على خير في حادث آخر.
إذا سألت أي شخص في الشارع عن رأيه في الحافلات المدرسية في
بلدنا سيقول أنها غير مؤهلة للاطفال لانها تفتقر لأبسط متطلبات السلامة حيث لا
توجد بها أحزمة الامان وإن وجدت فهي في حاله يرثى لها ولا يستخدمها أحد كلنا يعلم الحيقية وكلنا صامتون!
ناهيك عن أعداد الطلبه الزائدة عن المسموح في الباص الواحد وأما سائقي الباصات فتلك حكاية طويلة من قصص
الحوادث والمغامرات الغير منتهية
نحتاج بإختصار:
1 إيجاد برنامج تأهيلي
خاص لسائقي الحافلات المدرسية معتمد من قبل معهد السلامة المرورية
2 إستحداث رخصة خاصة معتمدة لسائقي الحافلات المدرسية وتسحب
الرخصة في حالات الاهمال والرعونة من قبل حامل الرخصة
3 أنشاء مديرية
متخصصة بوزارة التربية والتعاليم متخصصة فقط في الحافلات المدرسية ومدى مطابقتها
لمعايير الصحة والسلامة المرورية ومراقبة عمل وسير الحافلات المدرسية في المناطق
التعليمية المختلفة .
4 الالتزام بتوفير حافلات مجهزة بكل وسائل السلامة من أحزم
أمان وأجهزة ضبط ومراقبة السرعة وكل ما يخص جودة المركبات.
5 توحيد لون باصات المدارس ( مثل اللون الاصفر) المعمول به في
العديد من الدول لتمييزها وعدم إستخدامها لاية أغراض أخرى.
6 وضع اشارة قف في
الباصات المدرسية للتحذير في حالات نزول و ركوب الاطفال من وإلى الباص.
7 الالتزام بالعدد المخصص من الركاب لكل باص ومخالفة كل من
يتجاوز ذلك العدد.
8 ايجاد برامج توعية خاصة للطلاب و تعليمهم إرشادات السلامة
في الحافلات المدرسية.