إلى متى سوف تستمر حوادث الحافلات المدرسية .. إلى متى سوف نسمع قصصاً مأساوية عن أطفال تعرضوا لحوادث أثناء ركوبهم للحافلة أو نزولهم منها... إلى متى ستكون قصة أحزمة الأمان في الحافلات المدرسية منسية . إن نتنازل عن حق أبنائنا في أن تكون حياتهم في آمان ... مثل أن نتنازل عن أخذهم التحصين الطبي عند ولادتهم أو مثل تنازلنا عن حقهم في الدواء والعلاج والمدارس الجيدة... لان كل هذه العناصر تدور في حلقة واحدة....
ذهاب الأطفال إلى المدارس صباحاُ وعودتهم يجب أن تكون عملية اعتيادية لا يمسها أي ضرر... ولكنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مصدر من مصادر وفاة الصغار . من منكم لم يسمع عن قصص لأطفال تعرضوا لحوادث أثناء تواجدهم في الحافلات المدرسية أو عن طالب عبث بالمقود أثناء غياب سائق الحافلة فصدم عدد من الطلاب أو غيرها من القصص المؤلمة .
أن إدخال مناهج تفي بالسلامة المرورية هي خطوة جيدة والكل ينتظر التطبيق العملي لها... ولكن إلا يجب أن تكون التطبيقات الأولية على الحافلات المدرسية نفسها.. أن نعلم أولادنا قواعد المرور والمفاهيم الأساسية و أن تكون لدينا جميعا ثقافة مرورية هي أمور جيدة كلنا نتفق عليها ولكن لابد أن يعكس الواقع ذلك أيضا من خلال سلامة مروية في الحافلات المدرسية .. وجيل من سائقي الحافلات أكثر حذر وحرصا على سلامة الطلبة والطالبات.. وطلاب أكثر إدراك وحرصا على إتباع هذه القواعد .
أخبرتني أحد الأمهات أنها تحرص دائما أن يلزم أبنائها حين ركوبهم معها في السيارة على ربط حزام الأمان والجلوس في المقاعد الخلفية وعدم التحرك أثناء سير المركبة ولكنها فوجئت بابنها يخبرها أن حزام الأمان ليس مهم يا أمي..! وأننا لا نربط الحزام في الحافلة المدرسية ولا أحد يلزمنا أن نفعل ذلك .. ولو كان الحزام مهم لكان متوفر في الحافلات المدرسية ولكنه غير موجود .. قالت لي أشعر أن ما أعلمه لأبنائي يتناقض مع ما هو موجود في الواقع وفي المدرسة التي يجب أن تكون المكان الذي يتعلم فيه الطلاب السلوكيات الجيدة في جميع النواحي .
أدرك أنها على حق .. فلا يجب أن يعيش الطلاب هذا التناقض الغريب في السلوكيات .
كيف يمكن أن تمنع طفلك من الوقوف في السيارة وأن تلزمه بربط الحزام هو معك ... ثم يذهب للمدرسة ويقف في الحافلة ولا يربط الحزام ولا احد يحاسبه على ذلك وتقول له أن الحزام مهم سواء في السيارة أو في الحافلة .
من حق أولادنا أن يكونوا في أمان أثناء تواجدهم في الحافلات المدرسية .. من حقهم أن يصلوا إلى منازلهم بأمان .. أن يكون لكل منهم مقعد مزود بحزام الأمان يجلس عليه إلى أن يصل لمنزله ... من حقه أن لا يشعر بالخوف أو يتعرض لحادث.